الموقع الرسمي
أستاذ جامعي بجامعة مولاي إسماعيل - الكلية المتعددة التخصصات - الرشيدية
قد يكون منصبّا على الممارسات التي يقوم بها الإنسان أو على ما يقترفه سلوكه، بوعي أو من دون وعي
نسعى في هذا الموقع الذي تخيرنا له عنوانا “السميائيات ونقد الأنساق الثقافية” إلى إمعان النظر في سؤال المعنى وكيف تشيد الخطابات معانيها عبر أنساقها اللفظية وغير اللفظية وتساهم في إنتاج سيرورة تأويلية كاشفة لأنساق ثقافية تخترق تمفصلاتها. إننا نفهم من خلاله أن السميائيات سيرورة معرفية وفاعلية إدراكية، أما موضوعات هذه السيرورة فهي كل ما في الوجود الإنساني، مما يحيط به حسّ الإنسان أو يتأمله خياله أو يكشف عنه حدسه. فقد يكون موضوع السيرورة السميائية، منصبّا على الممارسات التي يقوم بها الإنسان أو على ما يقترفه سلوكه، بوعي أو من دون وعي، أو منصبّا على رؤياه في منامه، أو على أضغاث أحلامه، أو على تُحف فنية أبدعها الإنسان بوسائل من لغات شتى، بلغة من الكلام الذي ينطقه، أو بلغة من اللون الذي يرسمه، أو بلغه من الحجر الذي ينحته، أو بلغة من النغم الذي يعزفه، أو بلغة من الجسد الذي يرقّصه فناًّ أو يتريّض به لعباً، أو بلغة من هندسة معمارية يشيدها أو في كل منجز أو شيء مُشكَّل في سلسلة أو متوالية من العلامات (لفظية وبصرية وإيمائية) انتظمت في علاقات وفق منطق خاصّ، يقود المتلقي، بالضرورة، إلى إمكانية قراءته وتأويله على نحو معين، في محاولة استشراف أو القبض على معنى ما. إذ لاشيء في الوجود إلاّ ومعناه مضمر فيه ومكنون في مكوناته، ولمّا كان الإنسان وعيا بالوجود وبصيرة بالإيجاد، فإن أول أدواته المعرفية وأثرها في إدراك المعنى هو السيرورة الدلالية في أبعادها التأويلية؛ أي السميوزيس إذا ما استعرنا مصطلحات السميائي الأمريكي شارل ساندرس بورس والكون السميائي بلغة يوري لوتمان.
عبد الله بريمي
موضوعاتها كل ما في الوجود الإنساني، مما يحيط به حسّ الإنسان أو يتأمله خياله أو يكشف عنه حدسه
قد يكون منصبّا على رؤياه في منامه، أو على أضغاث أحلامه، أو على تُحف فنية أبدعها الإنسان بوسائل من لغات شتى
عبد الله بريمي
312 صفحة
يكمن الهدف الرئيس لهذه العمل في محاولة تقديم بعض الجوانب الأساسية في المشروع الهرمينوسي لكلّ من “هانز جورج گادامير” و”بول ريكور”.
ويجد هذه العمل تبريره بالنظر إلى كونه يمثّل من جهة، خلاصة فلسفية ونقدية للقضايا والإشكالات الهرمينوسية السابقة التي تعود تحديدا إلى شلايرماخير وديلتايوبولتمان وهايدگر، ومن جهة أخرى، أرضية ومنطلقا لا في مجال التنظير الأدبي وحده وإنما في سائر العلوم الإنسانية.